“الأزرق وحدنا”

الأجواء الوطنـــية التي عاشـها أهل الكويت في يوم الجمــعة 22/12/2017 والذي خاض فيه منتخب الكويــت أولى مبارياته من بعد رفع الإيقاف كانت مليئة بالفرحة والسعادة والفخر بعودة منتخبنا للساحة الرياضية، ففيه تزين الشعب باللون الأزرق وحمل أعلام الكويت لترفرف وتعالت الأناشيد الوطنية وانتشرت شاشات النقل الحي للمباراة في الساحات العامة للدولة بتحرك جميل وموفق ومشكور من بلدية الكويت.

هذا الحدث وحد جميع الشعب باختلاف أطيافه وترأس هذا التوحد سمو الأمير، حفظه الله، برعايته الأبوية لافتتاح الدورة، كما جمع الحكومة والمجلس على أمر واحد وهو الفرحة بعودة المنتخب الكويتي للعب، لذلك كانت الأجواء جميلة وسعد بها الكل رغم خسارة منتخبنا وكانت فرصة ليستريح الشعب من الصراعات السياسية والتي أخذت الرياضة بجريرتها.

وكان لهذه الأجواء أيضا الأثر الأكبر على أداء لاعبي المنتخب، فبرغم ضعف الاستعداد إلا أن تفاني اللاعبين في الأداء بسبب فرحتهم بالعودة للساحة وبسبب عدم رغبتهم في تخييب ظن الجماهير جعلهم يظهرون بالصورة المشرفة التي شاهدها الجميع وأثنى عليها ووقفوا احتراما لهذا المنتخب العريق وللاعبيه المتفانين الذين أصروا على إخراج منتخبنا بأفضل صورة رغم ضعف الاستعدادات، وهذا الأمر ليس بغريب على الكويتي، فنحن دائما نجد الكويتي فاعلا ومميزا وقت الشدة.

لكن من جهة أخرى تساءلت عن الأسباب من وراء عدم متابعة المنتخب فترة الإيقاف والاستمرار في تدريبه، فالإيقاف أمر مؤقت ومسبب بأسباب سياسية بحتة لا تمت للرياضة بصلة ولا له علاقة بتوافر التجهيزات التدريبية في الدولة، ونعلم كذلك أن هذا الإيقاف هو نتيجة لصراعات وعناد بين أقطاب متنفذة أدت بهذا الأمر لأن يتفاقم ويصل إلى هذه الدرجة، وعلى ذلك كان من الأجدر على كل مختص ومسؤول أن يفصل بين شأن اختصاصه الرياضي والشأن السياسي خاصة انه لا يمتلك أي قرار أو سلطة بهذا الأمر لأنه ليس هو المتسبب في الإيقاف.

رغم تساؤلاتي إلا أنني أستطيع أن أرى أسباب ذلك، فكما قلنا سابقا ونقول اليوم: نحن نفتقد التخطيط وحسن الإدارة لافتقادنا الرؤية الصحيحة، فالرؤية الحقيقية الصحيحة تعمل كالبوصلة التي تعيد السفينة إلى مجراها إذا ما اشتدت العواصف وضاع اتجاهها، فنحن نتخبط في حل المشاكل ونغرق ونضيع عند بزوغ أي مشكلة وننشغل بصراعات نحن ليس لنا صلة بها وهذا بسبب افتقادنا معرفة «ماذا نريد»، أي الوجهة التي نريد أن نتجه إليها.

فكان من الأجدر بمسؤولي وإداريي المنتخب متابعة ورعاية الفريق (كون ذلك صميم عملهم) رغم الإيقاف وسريانه وذلك لوجود حقيقة واضحة وهي أن المنتخب عائد للساحة عاجلا أم آجلا لكن ما نفتقده هو معلومة «متى»، وبما أننا نمتلك الحقيقة الأكبر وهي «عودة منتخبنا للساحة ورفع الإيقاف»، فكان من الأجدر العمل على الاستعداد فترة الإيقاف لنكون جاهزين بمجرد معرفتنا «لمتى»، ولا نبدأ الاستعداد من بعد «متى» كما حصل بالواقع.

ففينا أن نتصور لو لعب منتخبنا بالأمس بهذه الروح العالية والمشبعة بالوطنية وهو على استعداد عال وكامل ماذا كان يمكن أن يكون أداء منتخبنا؟! فالتخطيط والرؤية الواضحة ترفع وتزيد من مستوى الكفاءة.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد