شيء اسمه الكويت!
الأحداث التي شهدها يوم 2017/10/25 تعكس مستوى وشكل ونوع تعاملنا ككويتيين مع قضايا بلد تحفه مخاطر خارجية كثيرة، سواء مباشرة كأزمة الخليج، أو غير مباشرة كالجماعات الدولية التي لها مطامع. هناك مطاحنات بين أقطاب متصارعة بأجندات ظاهرة وخفية أضرت بالبلاد، وشلت نهضته واستباحته، ونحن كشعب جالس كالجمهور المتفرج وإن تحرك البعض أصبح كومبارس لأحد الأقطاب المتصارعة. اللغة التي نتداولها، والتي تعكس تعاملنا مع الازمة، احتوت مصطلحات مثل «أصبح التجار هم الأعمام والأسياد»، «مشهد الشيوخ يتكرر بظروف مختلفة لكن الريموت واحد»، وهناك من عبّر عن فرحته بالنتيجة باستخدام لغة الشماتة نتيجة لسحب الجناسي والسرقات، ودخول الشباب الى السجون، وضرب القوات الخاصة لهم وغيرها من ردود الأفعال التي اطلع عليها الجميع. هل أصبحت استجوابات المجلس وسيلة انتقام وشماتة يستخدمها الشعب للتنفيس عن ضغطه؟ وهل أصبحت لغة التهكم هي السائدة، وكأن الموضوع الذي نتهكم منه قضية عابرة لا شأن لها بوطننا؟ هذه اللغة تعكس فهمنا ونضجنا كشعب، وللأسف أساليب تعاملنا تبين مدى جهل الكثير منا وسطحيته في معرفة عواقب ما نحن فيه، وتبين تركيزه على مصالحه الخاصة، فلأن الجنسية سحبت فهي فرصتي لانتقم، ولأن الأموال سرقت فهي أيضا فرصتي لانتقم، ولان الشباب دخلوا السجون فهي فرصتي لانتقم.. تنتقم ممّن؟ من شخص يتم تحريكه بريموت (حسب احد التعابير التي اشرت اليها اعلاه) وتترك صاحب الريموت؟ ام تنتقم من نفسك ومستقبلك ووطنك؟ قضايانا فاقت كلمة «كبيرة» وفاقت كلمة «شائكة»، قضايانا تحتاج الى الحكمة والتروي، وحلها يكمن في فهم الشعب وتمكينه لأفراد واعين، يدركون ان مصلحتهم من مصلحة البلد واستقراره. لن نستقر ولن يستطيع الأفراد المتمكنون من الإصلاح إلا إذا حُل الخلاف بين البعض داخل الأسرة، وتم وقف التناحر على السلطات، ووقف كل المرتزقة الذين يتكسبون على هذا الخلاف ليقتاتوا منه، والذين جعلوا من بلدي الكويت شيئا اسمه الكويت
اترك تعليقاً