السلام حكمة واستقرار

خطوات صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في السلام والتسوية السلمية في الخلاف الذي نعيشه اليوم بين الأشقاء في دول الخليج تم تثمينها عالميا ومن كبرى الدول بالعالم لإدراكها أهمية السلام الذي يعزز الاستقرار العالمي، خصوصا أن العالم اليوم يعيش بعصري «التكنولوجيا والسرعة» اللذين قربا دول العالم بعضها من بعض من حيث المصالح المتبادلة والنمو. فترة الخلافات لا تعني التنازل عن الحقوق أو الطلب من صاحب الحق أن يترك حقه، فدول الخليج المختلفة مع قطر تعتبر أن لديها من الأدلة ومن المؤشرات الحيوية ما يلزم للمطالبة بما طالبت به، فالخلافات واردة كلما كانت هناك مصالح متبادلة وعلاقات مختلفة بين الأطراف، لكن تبقى الحكمة والتروي في حل هذه الخلافات إحدى أهم الركائز الأساسية لتخطي الخلافات بأقل الأضرار وبأكثر الاحتمالات نجاحاً حفاظاً على الاستقرار والأمن في الدول والمنطقة. كما علينا أن ندرك أن الخلافات السياسية موجهة في الغالب ضد الأنظمة السياسية وليس ضد الشعوب، وهذا ما أوضحته دول الخليج المطالبة بكثير من تصريحاتها الرسمية التي حددت مطالبها بكل وضوح ودقة، وهنا تظهر أهمية دور الشعوب في عدم زيادة الشحن النفسي من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وعلينا كذلك أن ننتبه إلى كل الاستثارات والإشاعات التي تتداول في هذه القنوات لكون مصلحتنا وأمننا واستقرارنا واحدة، فحين انتفاء الأمن والاستقرار لن تنفعنا هذه الاستثارات والإشاعات ولا هذا الشحن. إدراك أي شخص لقيمة السلام تنم عن وعي عال وحكمة متأصلة ورؤية مستقبلية ثاقبة، وأمير دولة الكويت يمتلك كل هذه العوامل، وتاريخه يشهد له، وموقفه الحالي ومساعيه أيضا تشهد له بذلك، فكلنا كمواطنين ومقيمين في دول الخليج نعمنا ولا نزال ننعم بنعمة السلام التي وفرها لنا مجلس التعاون الخليجي، وإن كانت أعمال ونتائج هذا المجلس لم تكن حسب الطموح والتوقع المقارن بالأهداف والتوقعات إلا أن نشر مفهوم التعاون الخليجي واللحمة الخليجية خاصة في مناهج التربية والتعليم والإعلام على مدى عقود انتج شعوبا خليجية متحابة متلاحمة تشهد لها أحداث غزو الكويت وأحداث اضطرابات البحرين. ويبقى اليوم علينا أن نتعلم قيمة السلام ونشره لما فيه من إيجابيات كثيرة أهمها استقرارنا كدول وشعوب خليجية، وأميرنا اليوم على رأس هذه التحركات السلمية لتعزيز قيمة السلام لنشر الأمن والتآخي بين دول الخليج، وعلينا ككويتيين بالدرجة الأولى أن نساهم مع أميرنا بهذه التحركات لتعزيز ما بدأه.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد