“سلمان وسلمان”

في عام 1985 ومن بعد شهرين من عمر ذاك المجلس تقدم المرحوم حمد الجوعان باستجواب ضد وزير العدل آنذاك سلمان الدعيج على خلفية بيانات عن استخدام أموال من صندوق ضمان حقوق الدائنين، بمبلغ يزيد على المليون وأربعمئة ألف دينار كويتي. وإذا ما نظرنا إلى محاور ذاك الاستجواب، نجدها محاور تخاطب موضوع القضية بعيدا عن شخص الوزير، لذلك عندما استقال الوزير نتيجة للاستجواب ومن بعد تقديم طرح الثقة، استمر الجوعان بمطالباته واستخدامه لحق دستوري آخر، وهو المادة 114 من الدستور، لتحكم له المحكمة الدستورية بحق الاطلاع على بيانات من البنك المركزي من خلال انتدابه، من بعد أن اعتذرت الحكومة عن تقديم المعلومات المطلوبة من الجوعان بحجة السرية والخصوصية. انتهت خطوات حمد الجوعان في تقصي المعلومات وإحقاق الحق عندما تم حل مجلس الأمة بسبب سيل الاستجوابات (4 تم تقديمها بيوم واحد، هو 24 / 6 / 1986) المقدمة من عدد من النواب الآخرين بخصوص: «النفط، الكهرباء، المواصلات والتربية»، وهو الأمر الذي استخدمته الحكومة لتدفع بحل المجلس في 2/7/ 1986، وبذلك انتهت مهمة الجوعان بالتقصي لانتفاء صفته النيابية ولتمت خطوات التقصي مع الحل. في عام 2017، ومن بعد قرابة الشهرين من عمر المجلس، تقدمت مجموعة من النواب باستجواب ضد وزير الإعلام والشباب سلمان الحمود على خلفية الإيقاف الرياضي، وإدارته لوزارة الإعلام وتجاوزاتها الإدارية والمالية، وعلى خلفية قوانين قمع الحريات الإعلامية. انتهى هذا الاستجواب كذلك بتقديم طرح الثقة ومن ثم استقالة الوزير، وكذلك محاور الاستجواب انتهت بالاستقالة، ولم يكن هناك متابعة من قبل المستجوبين للموضوع، وكأن المقصود من الاستجواب هو شخص الوزير، لتنتهي أهدافهم باستقالته، وليس المقصود هو الموضوع والوصول إلى حلول جذرية للمواضيع المثارة. شتان بين الاستجوابين، لذلك أتساءل: ماذا نستفيد كشعب من الاستجوابات؟ هل ما نحتاج إليه هي تلك الاستجوابات التي توصلنا إلى حلول لقضايانا من بعد تقصيها والحد من التسيب الإداري إن وجد، أم هي تلك التي تخلق تأزيما واحتقانا سياسيا تسبب شللا وتعطيلا لقضايانا الحيوية، وتسيير كل ما هو غير شرعي في فترة هذا الاحتقان وبفترة حل المجلس؟ هل الاستجواب أداة للشعب والدولة لاستحقاق الحقوق وإعادة نصاب الأمور أم هو فرصة للبعض للتكسب من خلال مصالح ومكاسب خاصة؟ وعي الشعب بقضاياه وبالأدوات الدستورية هو المفصل الأساسي لحيوية الاستجوابات ونتائجها، ولنا عبرة في استجواب السلمانين بفترة ما قبل الغزو وما بعده.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد