مشاهدات من 2015/6/26

– أحداث تفجير مسجد الامام الصادق بينت أصالة الكويتيين المعهودة ومعدنهم، ومدى حبهم بعضهم لبعض ولبلدهم، ورفضهم لأي اعتداء يمس الكويت، لكنها في الوقت نفسه كشفت الحكومة وبيّنت سوء اداراتها المتعاقبة على مر السنين.
– الخطاب الديني المتطرف الذي كان ينشر علنا وعلى مسمع من الحكومة على مضي سنوات له اليد الطولى في احداث تفجير مسجد الامام الصادق. فالموضوع ليس شيعة وسنّة، لكن الموضوع هو بث الفتنة والكراهية بين اطياف شعب واحد عاش بسلام على مضي مئات السنين.
– تمكن وزارة الداخلية من التوصل الى المدبرين لفعل التفجير المشين يدل على قدرة الداخلية على القيام بعملها، ويدل على توافر معلومات او بعضها لدى الداخلية مما مكنها من سرعة التعرف والقبض عليهم. لكن السؤال: لماذا لم تتحرك الداخلية مسبقا وتفرض الأمن قبل حدوث الأسوأ؟ فالدول تتفاخر بقوة اداراتها الأمنية القادرة على احباط المؤامرات قبل حدوثها.
– لكل نتيجة أسباب، وتفجير مسجد الامام الصادق هو نتيجة لأسباب كثيرة كانت ولا تزال قائمة، تحدث عنها وكتب فيها الكثير من الغيورين من أبناء الكويت، لكن للاسف لم يستمع لهم، وكأن المسؤولين كانوا بانتظار مصيبة ليفهموا خطورة تلك الاسباب، فبدأنا نرى بعض التحركات من الحكومة تجاه تلك المسببات، والتي وان جاءت متأخرة الا انها أفضل من ألا تأتي. لكن السؤال هل ستكون هذه التحركات وقتية، اي رد فعل ومن بعد الهدوء ستعود الأمور كما كانت عليه وتعود المسببات الى الظهور؟
– قرار إبعاد شافي العجمي من الهيئة التدريسية لجامعة الكويت إن صح ماتردد في الإعلام أتى كرد فعل على احداث تفجير المسجد، وهذا القرار اثبت صحة مخاوف البعض سابقا الذين كانوا يطالبون بمحاسبته نتيجة لبعض خطاباته وتوجهاته الباعثة للكراهية، الا ان السؤال الأهم هو: “كم شافي آخر موجود في نظامنا التعليمي؟ وماذا ستفعل الحكومة بمناهج التربية الاسلامية التي تحولت الى مناهج متشددة في نسخها الاخيرة؟”.
– اخيراً اعتقد ان الأيام المقبلة ستكشف لنا المزيد من الأمور ومن الآراء والاختلافات والاتفاقات، لكن المهم ألا نترك احداث 2015/6/26 تمر مرور الكرام، وألا تكون موجة عاطفية انفعالية، فعلينا دراسة الاسباب وفهمها ومعالجتها، وهذا الامر ليس بالهين لكون الاسباب قديمة ومتجذرة بمباركة الحكومة.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد