ما بين الشباب ووزارة الشباب
الشباب لا يقتصر على مؤتمر أو تصريح، والكفاءات لا تقتصر على مؤتمرات.
نسمع كثيرا عن ترديد وزارة الشباب لدعمها الشباب وتوجهها نحو دعم الكفاءات الشبابية، ونسمع في المقابل شكوى الشباب وتذمرهم من عدم تقديم وزارة الشباب شيئا مما تدعي.
هنا، وأولا أوجه سؤالاً لوزارة الشباب: ما معنى الكفاءة لديكم، وما تصنيفها؟ وهل لديكم قائمة تحدد هذا التصنيف (criteria)، فهذا الامر مهم وحيوي، لكونه الخطوة الاولى لتواصل وزارة الشباب مع الشباب، ام هي تتبع المحسوبية ومزاجية المستشارين؟! فإن لم يكن لوزارة الشباب هذا التصنيف فقد فشلت في دعم الشباب، ويكون للشباب بذلك كامل الحق في التذمر. ثانياً، لا يمكن لاحد ان يضع تصنيفاً من غير وضع خطة واضحة صريحة معلنة ذات أهداف قصيرة وبعيدة المدى، فإن فشلت الوزارة في وضع خطة فقد فشلت، وللشباب حق التذمر، وان وضعتها ولم تعلنها فقد فشلت مجددا، وان وضعتها وأعلنتها وكانت أهدافها ببعد الأرض عن الشمس فقد فشلت مجددا ومجددا.
برأيي، اول فشل لوزارة الشباب هو التذمر الشاسع منها، ومن أعمالها، فالشباب لا يقتصر على مؤتمر او تصريح والكفاءات لا تقتصر على مؤتمرات، على وزارة الشباب ان تعلن خطتها، وأن تحدد ما تريد وماذا تريد من الشباب، على وزارة الشباب ان تدرس احتياج الشباب وطاقاتهم وتسقطها بقالب احتياجات الدولة حتى تستفيد وتفيد، وبذلك تكون قد حققت اعظم هدف تبتغيه، وهو نجاحها كوزارة.
وزارة الشباب لن تنجح بوضع شباب فيها من غير نهج، ولن تنجح اذا ما كسرت كل عناصر الفساد الذي يقيد الشباب في طموحهم، فهدف الوزارة ليس ان تكون كل مشاريع الشباب من خلالها، ولكن تنجح في حال وفرت البيئة الملائمة للشباب لتحقيق مشاريعهم.
فيا وزارة الشباب.. نرجو منك اعلان خطتك وإعلان تصنيفاتك للشباب والمشاريع، والعمل على تهيئة البيئة المناسبة لإنجاز الشباب، وفتح القنوات بينك وبين الشباب من خلال خطتك والتصنيف الذي تحددينه بعيدا عن المحسوبيات ومستشاريك، وبعيدا عن قنوات البيروقراطية، فالشباب كنز لا ينتظر.
اترك تعليقاً