الوطن ونحن
إن كان هذا هو حال شبابنا فكيف لنا أن نتطور، وأن نُخرج البلاد من عنق الزجاجة؟!
ما حصل في الآونة الأخيرة من قرار إلغاء ترخيص دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر، اثار العديد من أوجه الاختلاف التي ظهرت على السطح، منها ردود افعال ووجهات نظر تبين «الشماتة» ولا تستند إلى أي سند منطقي موضوعي، وهناك ردود أفعال ثائرة هائجة على القرار وأيضاً من غير سند منطقي وموضوعي، وشاهدنا وما زلنا نشاهد تصادم هذا الرأي بذاك، سواء كان على وسائل التواصل الاجتماعي او في الملتقيات الاجتماعية. من هذا التصادم والتشاحن بين الطرفين تأملت الوضع وحدة وحماسة كل طرف، فموضوع قرار إلغاء الترخيص لا يهمني الآن، وإني لعلى ثقة بأن هناك أفراداً ذوي اختصاص يستطيعون توضيح الأمر من خلال الإدلاء بآرائهم، ولكن الذي أثارني فعلا هو الحدة المستخدمة في طرح الآراء، والدخول في نظريات المؤامرة، والإسقاطات المتعاقبة واحدة تلو الأخرى لأطراف قد لا يكون لهم دخل، غير أن هذا القرار حصل لمصلحتهم. فكرت في حالنا السيئ وكيفية استقبالنا للأخبار والمواقف وافتقارنا إلى الموضوعية، ومدى تغلغل الشخصانية في آرائنا وقراراتنا. فإن كان هذا هو حال شبابنا، فكيف لنا ان نتطور وان نخرج البلاد من عنق الزجاجة؟! المرحلة التي نحن فيها حالياً هي مرحلة حرجة تحتاج إلى أفراد أصحاب آراء وافكار حيادية موضوعية قادرين على فصل المواضيع عن بعض، وحريصين على ألا يتداخل أمر عام في أمر خاص. فإذا ما رجعنا إلى التاريخ فسنجد أن غالبية الدول التي سقطت كان اساسها عدم الحيادية وتداخل الأمور العامة بالخاصة لدى الشعب وتأييدهم لأمور تندرج في مصلحتهم الشخصية قبل المصلحة العامة.
بالتأكيد هناك مسببات كثيرة لحصول هذا الامر، وهناك جهات وسياسات مسؤولة مسؤولية مباشرة عن إفرازات هذا الأمر على مدى سنوات عديدة سابقة، إلا أن هناك جزءاً آخر يلام به الفرد لقبوله ان يكون منقادا بهذا الشكل، متجردا من آرائه وافكاره ليكون اداة سهلة الاستخدام لافراد غايتهم امورهم وقضاياهم الخاصة فالخاسر الاول سيكون الفرد.
اترك تعليقاً