انخفاض أسعار النفط حماية
دول الخليج المنتجة للنفط تستطيع أن تتحمّل السعر المنخفض للنفط نتيجة للاحتياطيات التي تملكها.
في عمود لمحمد بازي (رويترز) أوضح أن انخفاض أسعار النفط وامتناع السعودية عن زيادة كمية الإنتاج أتت كرد فعل من السعودية على تحركات ايران وروسيا في الفترة الاخيرة، فإيران كانت وما زالت تعتبر المحرك الأساسي في قضيتي سوريا والعراق، كما هو حال روسيا في دعم سوريا. بالإضافة للأحداث السابقة التي حصلت في منطقة الخليج، والتي كان لإيران اليد الطولى بها. وإذا أخذنا بوجهة نظر بازي، فإن السعودية ربما استخدمت السلاح الاقتصادي للحد من تحرك ايران بالمنطقة ودعم روسيا للاوضاع بالمنطقة؛ فإيران تواجه حصاراً اقتصادياً وتعتمد على البترول كمصدر أساسي يدعم اقتصادها، وروسيا كذلك فهي تعتمد على البترول وتحتاج الى سعر لا يقل عن 100 دولار للبرميل لتحافظ على ميزانيتها. قرار عدم زيادة الانتاج لأوبك في 30 نوفمبر كان كفيلاً بأن يجعل الريال الإيراني ينخفض بنسبة %6.
بالمقابل، فإن السعودية ودول الخليج المنتجة للنفط قد تستطيع أن تتحمّل هذا السعر المنخفض للنفط نتيجة للاحتياطيات التي تملكها. لكن يبقى السؤال: إلى متى؟ وإن لم تعد الأسعار الى وضعها (وهو الأمر الذي تستطيع السعودية أن تقوم به بقرار منها)، فهل ستعود ايران وروسيا الى سابق عهدهما في تدخلاتهما في المنطقة؟
في عام 1973 زار انور السادات الملك فيصل بهدف استخدام النفط وسيلة تسانده في حربه على اسرائيل، وبالفعل قام الملك فيصل بذلك، ولكن ما إن انتهت الحرب عادت الأسعار الى سابق عهدها ولم تكسب الدول العربية شيئا من ذلك برأينا. فهل هذا القرار -إن صح تحليلنا- مؤتي بثماره على المديين القصير والطويل، أم على المدى القصير فقط؟
اترك تعليقاً