الماموث الكويتي

• المفكر الكويتي منعزل، يحاول بكل جهده، التأقلم مع بيئته، باحثاً عن إرادته فيها.
الفرد يحقق ذاته بفضل «إرادة» و«قدرة» ليستا نابعتين منه، لكنهما نابعتان من المجتمع الذي هو جزء من الفرد. والفرد لا يستطيع ان يعتمد على قدرته فقط لتحقيق ذاته، فان لم تتواءم بيئته معه، فإنه حتما سينعزل عن كل اتصال بجماعته (مجتمعه) ويصبح منبوذا. كما ان الفرد الذي يريد ان يحقق ذاته يحتاج للإرادة، والإرادة جزء منها نابع من الفرد، والجزء الآخر من بيئته. فإذاً، هناك تواصل فعّال، يُكمّل إرادة الفرد لتحقيق ذات الفرد. وعلينا ان نوضح هنا ان إرادة البيئة لمجتمع ما ان كانت إيجابية فإنها ستعزز وتُقوَّى من الأفراد واصحاب الإرادة الإيجابية، وان كانت إرادة البيئة سلبية فإنها ستقوي الأفراد أصحاب الإرادة السلبية.
من السابق ذكره أعلاه، نجد مدى حيوية البيئة في احتواء وتعزيز إرادة وقدرة أفرادها، وانه إن لم يتواءم الفرد وبيئته فانه سيموت كموت الماموث وانقراضه قبل آلاف السنين من بعد ما كان هو الغالب على وجه الأرض. اني ارى وكأن ثقافتنا أصبحت ماموثا، والمفكر لدينا أصبح ماموثا، فالمفكر الكويتي منعزل يحاول بكل جهده التأقلم مع بيئته، باحثا عن ارادته فيها، وعلى الأغلب فانه مع سعيه هذا تجاه ارادته بالمجتمع فانه يُواجَه بسهامٍ طاعنة موجهة الى قلبه، قد تكون هذه السهام بقصد، وقد تكون من دون قصد، تقوده الى الاحباط والانعزال. للأسف، هذا الماموث الكويتي قد تغيّرت بيئته، وأصبح التزلف والتملق من السمات الاساسية لبيئته، وأصبح الفساد عنواناً لهذه البيئة، وحتى يستطيع المفكر ان يعيش في هذه بيئة عليه بالتزلف والتملق، وان يماشي الفساد، وهذه الأمور تتعارض مع ارادته الاساسية. لذلك نحن نعاني من موت الماموث الكويتي، سواء كان موته بسبب تماشيه مع المجتمع للعيش، او موته بسبب عدم مواءمته للبيئة.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد