نهج إعلام أم إعدام.. أم ثقافة؟!
الثقافة عامل مهم وحيوي للنهضة، لكونه يشمل الإحساس والابتكار والخروج عن النمطية.
قد يكون عنوان هذه المقالة قاسياً جدّاً، إلا أنه حقيقة، ما يهمني فيه هو الثقافة ودورها وتفرعاتها ونتائجها وأشكالها، كما يهمني، أيضاً، ما يقتل الثقافة وما يحطمها ونتائج تحطيمها.
بداية، أبدأ بتعريف عام مبسّط للثقافة، الثقافة بالنسبة إلي هي كل رافد معرفي يفيد الفرد ويزيد من اتساع أفقه ويلهم حواسه التي متّعه الله تعالى بها بالإلهام والإبداع.
إذا فهمنا هذا المعنى جيداً، فسنجد أن الثقافة عامل مهم وحيوي للنهضة، لكونه يشمل الإحساس والابتكار والخروج عن النمطية المقيدة للتطور، ولكنه في الوقت ذاته نجد أن الثقافة عامل حساس جدّاً، فإذا ما تم قمعه أو تضييقه بحدود أو شروط، فإنه سيختفي ويؤدي إلى الشعور بالإحباط والأسى والنمطية، إضافة إلى ذلك الثقافة بلا شك تحقق الجمال، والجمال بدوره يحقق حياة سعيدة مطمئنة راضية، بينما تكون القيود منفرة وطاردة لحب الحياة.
كم منّا تابع مسلسلاتٍ وبرامجَ وأوبريتات قديمةً قامت بها شخصيات أدخلت في نفوسنا الفرحة والابتسامة، وتركتنا بعد هذه العروض بإلهام جميل وخيال أجمل؟! لا يختلف اثنان على أن عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبدالله قدّما للثقافة المحلية الشيء الكثير بكمه، والكثير بمعناه، ولا نختلف على أن هناك فنانين تشكيليين ومسرحيين وكتّاباً ومخرجين أثروا الثقافة الكويتية سابقاً، ولا ننسى فرقة التلفزيون التي أثرت الثقافة الكويتية الشعبية بشكل فني راقٍ مبدع، وأرشيف وزارة الإعلام شاهد على كل هذا التراث الفني الثقافي، كان زمانهم مزدهراً محبّاً للحياة متطلعاً للمستقبل، حتى أتانا زماننا هذا الذي ظهر فيه الرقباء على الفكر والثقافة، وبدأوا بالمنع والتجريم والتحريم لأسباب واهية مثل العيب والعادات والدين.
سؤالي إلى وزارة الإعلام: ما موقفك من الثقافة، وما رأيك في تردي حال ومستوى الثقافة الحاصل حالياً؟ إلى أين تصبو وزارة الإعلام في أدائها المتردي الذي نشهده حالياً؟
سبق لي أن سمعت بنفسي من مسؤول عالي المستوى في الوزارة أن نهج وزارة الإعلام هو نهج «دولة» وليس نهج «حكومة»، فهل ما سمعته بأذنيَّ صحيح وواقع، أم مجرد كلام لا يفقهه من صرَّح به؟
اترك تعليقاً