فكرة عابرة
لنبتعد عن إصدار أحكام قد تكون مريحة لنا، ولكنها مضرة بالغير.
الحياة متعددة الاطر ومتعددة الاحتمالات، فهي لا تكون حياة الا بالتعدد والتناقض. الحياة خلقها الله متعددة متناقضة لتكون موقع خيار اعمال الانسان، ولتكون الآخرة يوما للحساب لما اختار الفرد من بين هذا التعدد والتناقض.
السابق قد يكون سهلا ومعروفا للقارئ، ولكن واقعه صعب وأداءه أصعب. جُبل الانسان منذ القدم على فهم أسباب واقعه ليدرك مستقبله، ولهذا ظهر في تاريخ الانسانية ما يسمى الأساطير والخرافات. أوجدها الانسان ليجد سببا يقنعه او يؤول اليه لما هو حاصل من ظواهر واقعية واحتمالات مستقبلية يعيشها يوميا.
كل ذلك بسبب العقل الذي وهبنا اياه الله سبحانه، وتم وهبنا اياه كبشر ليوم واحد وهو يوم الحساب. ما اقصده من كل ما سبق هو لإيضاح نقطتين:
1- الانسان يسعى بعقله وقلبه وقد يعتقد انه مصيب، وهو ليس كذلك. فهنا له اجر النية وسيئات الضرر.
2- مع كل هذه التناقضات والاحتمالات، لكن الانسان يعتقد ان حكمه هو الصائب، وبدأ بسبب ذلك الاعتقاد بالمطالبات مثل الاعتذار او تصحيح مسار او تقديم شيء.. إلخ.
الانسان يعي قلة حيلته، لكنه يتصرّف وكأنه عالم كل شيء، وينادي ويطالب على هذا الأساس. لكن العالم الوحيد والحكم الوحيد هو الله!
لهذا أقول: رفقا بأنفسنا وبغيرنا، ولنبتعد عن إصدار احكام وقرارات قد تكون مريحة لنا، ولكنها مضرة بالغير، لهذا كان اسم «اللطيف» احد اسماء الله الحسنى، فلنتلطف «بالغير» ونقبلهم ليقبلونا.
اترك تعليقاً