لماذا الكويتية ولماذا الهندية؟

محاولة للاجابة عن أهم التساؤلات والشكوك حول الخطوط الكويتية التي أثيرت اخيرا.
يتردد على مسامعنا كثيرا هذه الايام موضوع افراد اصحاب مصالح يريدون ضرب «الكويتية» لخفض قيمتها، وذلك لتسهيل شرائها بأقل الاثمان. وقد يتساءل البعض ماذا سيستفيد المشتري من قيمة اسطول طائرات منتهية الصلاحية وتكلفة صيانتها تتعدى %200 من قيمة الصيانة المعتادة؟ الاجابة تكمن في ان اي خطوط طيران لا تمتلك اسطول طائرات فقط، ولكن تمتلك عناصر حيوية لوجيستية أخرى مثل التراخيص الدولية والمحطات المعتمدة في العالم وخطوط السفر المسجلة لها، هذا بالاضافة الى الأصول الاخرى من مكاتب ومخازن وغيرها من الأمور. لهذا من له رغبة في شراء الكويتية، فانه يريدها بأرخص الأثمان، ووجود اسطول جديد سيرفع من قيمة الشركة، وبالتالي سعرها في السوق، اما في حال وجود مشاكل فيها، ومن أهمها أسطولها المتهالك، فان قيمتها ستنحدر إلى ادنى مستوياتها، وبذلك تكون في متناول الراغب في الشراء بأزهد الاثمان، وعلى حساب خسارة الدولة وتعريض المواطنين للخطر وتشويه سمعة الكويت دوليا.
لهذا، نقول ان من مصلحة الكويت وشعبها تحديث الاسطول، ومن ثم تخصيص الشركة تبعا لسعر السوق، وهي بأفضل حالاتها، ومن اراد الاستثمار فيها فليدفع تبعا لهذه القيمة.
اما من يقول ان شراء اسطول طائرات يعتمد على خطة استراتيجية للشركة تحدد وجهاتها، وتبعا لذلك يتم اختبار مواصفات الطائرات، فانا شخصيا اعتقد بان هذه الحجة ضعيفة جدا، حيث ان محطات الكويتية محددة وعدد المسافرين لكل وجهة واضح ومعروف، وان اي خطة ستعد الآن من قبل مجلس الادارة الحالي او لاحقا من قبل المستثمرين لن تختلف كثيرا، وهذا لن يكون له بالأثر الكبير في قرار مواصفات الطائرات. ولكن هناك حالة واحدة ممكن لهذه الحجة ان يكون لها وزن، وهي في حال تقرير (المستثمرين الجدد) بتوفير رحلات رخيصة الثمن وبقليل من المزايا.
وهل ترون أي علاقة بين كل ما ذكرته أعلاه، وبين عقود شراء الطائرات الهندية الخمس، وتحديث أسطول الكويتية بأفضل المعايير وبأسعار مناسبة وتسلم الأسطول في عام 2018؟ المستفيد الشخصي سيجيب «بنعم» لأن مصلحته بخسارة الكويتية لتسهيل دخوله للشراء.
تالياً، لماذا الطعن والتشكيك والظنون في المسؤولين؟ لا أعتقد أنه يحق لأي كان أن يتكلم عن شرف أي مسؤول من دون إثبات، وعادة ما يكون ترويج هذه التهم والشكوك بإيعاز من المستفيدين من خسارة الكويتية وإلغاء عقودها، وهناك من يتناقلها بوعي وهناك من يتناقلها للأسف بلا وعي. الآن ومن بعد تبيان غاية المستفيدين، فلنجب عن الأسئلة التالية بكل موضوعية:
1- لماذا تحديث أسطول الكويتية؟ .. لأنه متهالك.
2- لماذا شراء خمس طائرات مستعملة؟ .. لأنها أفضل المتاح في السوق حالياً للاستعمال الفوري، لكون نسبة استعمالها يعادل %20 فقط (أي خمس سنوات تشغيل) من استعمال أفضل طائرة بأسطول الكويتية، والتي لا تزال تستخدم إلى الآن، والذي يقارب 25 عاماً، أي تستخدم وعمرها منته.
3- لماذا شراؤها هندية؟ .. لكون السوق شحيحا جدا، وهناك مصنعان اثنان فقط للطائرات (بيونغ وإيرباص) ومع كثرة ظهور شركات الطائرات في العالم أصبح الطلب على الشركتين المصنعتين كبيراً جداً. ولا تستطيع هذه الشركات تسليم أي طائرة جديدة قبل عام 2020. والشركة الهندية لديها طائرات مستعملة، ولكنها مستهلكة %20 فقط من عمرها، وتستطيع أن تفي بحاجتنا فوراً. وكذلك أود التوضيح بأن معنى «طائرات هندية» لا تعني هندية الصنع، ولكن الشركة الهندية هي من قامت بطلبها من شركتي الطائرات لأسطولها.
فإذن نحن نشتري طائرات من صنع بوينغ وإيرباص من شركة طيران هندية!

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد