غريب أمرك.. يا شعب!
الجميع باتوا يتحدثون عن قضية «الخطوط الكويتية» من دون أسس ودراية ومرجعية صحيحة!
قضية «الكويتية» بشراء الطائرات المستعملة أصبحت أمراً يتحدث عنه الجميع، حيث أصبح كل واحد منا فنّي طائرات، وبات يُدلي بدلوه من دون أي أسس أو دراية ومرجعية صحيحة، عدا اعتماده على: «يقولون، وسمعت.. إلخ»، وكأن الفرد يمتلك معلومة لا يمتلكها غيره، وهو بذلك يعيش زهو ونشوة الاهتمام المنصب عليه لنقله الى المعلومة الفريدة.
أنا فرد من هذا الشعب، واني بما ذكرته أعلاه لا أعفي نفسي منه، ولكن أحاول قدر جهدي أن أستقي المعلومة الصحيحة بشكلها العام الذي يتوافق مع مستوى معرفتي بالقضية وحدود خبرتي باختصاصها. فأنا لست بخبيرة طائرات ولا مهندسة، ولا أفقه في الطيران شيئاً سوى قليل مما أقرأ. ولكن أستطيع أن أميز بين تكلفة تأجير بـ 134 ملياراً لمدة 8 سنوات مقابل شراء بــ 77 مليار دولار للطائرات نفسها. الطائرات نفسها التي ارتضينا أن نستخدمها مؤجرة بــ 134 مليار دولار، لم نرتض ان نستخدمها مشتراة بــ 77 مليار دولار!
أيعقل أن يكون فارق 60 مليار دولار هو تكاليف صيانة، والمعروف ان تكلفة صيانة أي شيء مشترى لا تتعدى %20 من سعر الشراء في أسوأ الحالات؟! أي نتحدث عن 18 ملياراً للصيانة فقط في أسوأ الحالات، فأين سيذهب فارق 42 مليار دولار؟ إلى حينه لم أستمع من وزير المواصلات صاحب قرار الإقالة لرئيس مجلس إدارة «الكويتية»، الى أي تصريح يجيب عن هذا التساؤل!
كذلك، أعلم أن أسطول «الكويتية» الحالي منتهي الصلاحية، وتنقصه عناصر الأمن والسلامة إلى حد كبير، ويجب تجديد الأسطول بكامله في أسرع وقت ممكن، لهذا تم التعاقد على أسطول جديد يفترض تسلمه في 2018. ومن بعد متابعتي لمعرض الطيران، الذي أقيم في دبي أخيراً، وبعد معرفتي لقيم العقود المبرمة وعددها ومواصفاتها، وانها لن تسلم للمشتري إلا بعد عام 2020، أدركت كيف لعقد «الكويتية» إيجابية عن عقود معرض دبي، وأدركت أن عقود معرض دبي وعقد «الكويتية» تتحدث تقريباً عن القيم المالية نفسها.
كذلك، أعلم وأدرك أن كلمة «مستعمل» لا تنهي الصلاحية. فكم من بيت مستعمل اشتريناه وسيارة وأجهزة وخلاف ذلك من الأمور، ولكن يبقى أمر ورأي المتخصص في شراء المستعمل. فأنا لا أشتري سيارة مستعملة إلا من بعد أخذ رأي متخصص أو متخصصين في ذلك، وشرائي لها لا يعيبني، خاصة وان كانت تقضي حاجتي وتوفر من مالي.
الأمر المستغرب اننا كشعب نعلم كل هذا ونعلم اننا لسنا بخبراء، واننا كشعب نملك الإرادة ونعرف المطالبة، فما بالنا لا نعرف ماذا نريد؟ وبماذا نطالب؟ ما بالنا والغير يؤثر فينا بكلمة من هنا وهناك، ما بالنا ونحن نتكلم قبل أن نفهم أو نفقه، ما بالنا ونحن لا ندرك مصلحتنا؟! الرسول (عليه الصلاة والسلام) في حديثه، قال: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، فما بالنا ونحن نُلدغ مراراً وتكراراً؟!.. أمرك غريب يا شعب
اترك تعليقاً