“لسان القوم لغة الضاد”
النطق الصحيح هو الذي يحدد معاني الألفاظ فتقوى اللغة ولا تترهل.. فعلموا أولادكم مخارج الحروف بلفظها الصحيح.
في الآونة الأخيرة كنت أقرأ كتابين: «كلام الله» للدكتور محمد الكواز، وكتاب «العلم والحياة» للأستاذ الدكتور علي مشرفة. كلاهما تطرق الى اللغة وأهميتها وأهمية اللفظ تحديداً لإيصال الفكرة. فالدكتور الكواز يقول (بما معناه) ان لسان القوم عبارة عن الكلمات المستخدمة بالتواصل، واللسان هنا لا ينظر إليه كعضو، ولكن ينظر إليه من ناحية الموضوع، فهو يعبّر عن الفكرة التي تستخدم عضو اللسان لفعل النطق واللفظ لعكس معنى الفكرة المراد ايصالها. يشير كذلك إلى أهمية اللفظ قبل الكتابة، فجميع الأديان أرسلت للبشرية كوحي «لفظاً» وليس كلمات مكتوبة، وهذا لأسباب عديدة لا مجال لنا لذكرها هنا. من ناحية أخرى كان أ. د. علي مشرفة يركز على أهمية العلم، وبالأخص المعرفة، وأهم مراحل المعرفة هي اللغة، فإن أصيبت معرفتها سهُلت المعرفة في العلوم المختلفة والعكس صحيح، حيث يكون تخلفنا بجهلنا، وأول الجهل يكون بفقد اللغة وأسس قواعدها.
صادف انتهائي من قراءة هذين الكتابين اني اصطحبت أبنائي لمسرحية «زين» وأسرّني وافرحني ما سمعت من حسن نطق للغة العربية واجادتها بشكلها البسيط المنقول للطفل، زاد فرحي عندما سمعت أطفالاً في سن ما دون العاشرة يغنون أغاني مسرحية «زين» من العام الماضي نطقاً صحيحاً، فسمعت الطفل يقول «عرض» بنطق الضاد وليس «عرظ» بنطق الظاء. سمعت أطفالاً ينطقون «زَيْنْ» نطقاً واضحاً سليماً وليس «زين» (بمد الياء)، فعلا تجردت لي أفكار الكتابين بحضوري المسرحية وشاهدت كيف للفظ ان يكون ذا الأثر الأقوى في العلم والمعرفة. شكراً لـ«زَيْنْ» والقائمين عليها، شكراً لكم لأنكم اعطيتموني أملاً بأننا قد نشهد أجيالاً قادمة تقول “بالضبط” وليس “بالظبط”.
اترك تعليقاً