لماذا النائب؟
لا أرى مواصفات النائب المثالي مطابقة لنائبنا.. لأنني أريد الاستقرار والتطور والتشريع وهذا مفقود في وطني.
ونحن على اعتاب انتخابات ومجلس أمة جديد، علينا أن نجيب عن سؤال مهم وهو: لماذا النائب؟ ولكن قبل أن نجيب عن هذا التساؤل، علينا أن نفهم من هو النائب. النائب كما هو متعارف بيننا هو الشخص الذي نجد فيه الكفاءة، وممكن أن ينوب عن شريحة من المواطنين في مجلس الأمة أو البرلمان، ليكون صوتهم ورأيهم في تشريع قوانين الدولة ومسارها، حتى يضمن المواطن حسن عيشه وتعايشه في دولته وموطنه. في نظرة سريعة للعشرين سنة المنصرمة من عمر المجلس، نتساءل: هل قام فعلاً النائب بهذا الدور؟! لا، لم يقم بذلك، كان هناك ضعف في التشريع وضعف في تطوير القوانين، كان هناك إهمال في المتابعة والتطبيق الصحيح، وبالمقابل كان هناك تفوق بمستوى الحوار السيئ والمجادلة العقيمة، وكان هناك تشكيك وسوء ظن بالمسؤولين، وكان هناك صراخ واتهامات في أمور تفصيلية لا تهم المواطن، ولكنه استغل عاطفياً لإثارة الشكوك والظنون في نفسه تجاه كل المسؤولين. نجد اننا نردد مؤخراً: «راحت الديرة»، «ما عاد فيه أحد قد الثقة»، «الكل حرامية» وإلى آخره من الرسائل السلبية. ولكن هل استندنا مع هذه الادعاءات الى دليل؟! هل سرقة فرد وعدم أمانته يعني عدم أمانة الجميع؟ هل دور النائب هنا دور المباحث والتحقيقات عوضاً عن وضع الخطط المستقبلية والتشريع الصحيح والسليم لضمان مستقبل أفضل؟!
أعود إلى سؤالي الأول وهو: لماذا النائب؟! النائب وجد ليكون في خدمة المواطن ولإيصال رأيه في التشريعات وحفظ استقرار النظام العام للدولة من خلال التعاون بين السلطات وليس التهجم وتداخل الأعمال بين السلطات. النائب ليس برئيس ولا يملك صلاحيات ولكن قد يكون له ذلك ان سمح له المواطن بذلك.
المادة 50 من الدستور تعتبر مادة مهمة وهي تخص فصل السلطات، فهل النائب المدافع عن الدستور والحامي له يطبق هذه المادة؟! وهل المواطن واع لها؟!
أنا أريد نائباً لاستقراري وتطوري في بلدي، أريد نائباً يعمل لمصلحتي كمواطن، أريد نائباً ينوب عني، من خلال كفاءته، لتقرير الأفضل لي ولبلدي، فإن كان النائب غير قادر على ذلك فإني لست بحاجة اليه
اترك تعليقاً