“معادلة ربانية”
إحساس بالظلم يثير الغضب.. فالأمور لا تحل بمنحة أو زيادات.. عيشٌ بالقليل بعدلٍ خيرٌ من العيش بالكثير بظلم، لأن هذا يورث الفساد.
القروض، قضايا القتل، سرقات المال العام، سرقات شركات النفط، استغلال المسؤولين لوظائفهم، الرشى، المحسوبيات، تخاذل وزارة الداخلية، تردي المخرجات التعليمية، ضعف الاداء الصحي، كسر القانون والتباهي به، تردي الأخلاق العامة، التجنيس العشوائي، ضعف إنتاج الفرد بالدولة ليكون أقل من %2 سنويا، وغيرها من القضايا التي نصبح ونمسي عليها، هي ما ولد السلوك السلبي والعدائي الذي نشاهده على الساحة اليوم.
إقامة شرع الله هو بإقامة عدله، فأين العدل في قضايانا الحالية؟ المقترضون في فترة بين 2002 و2008 تم تعرضهم لاستغلال واضح وسافر، وكرد فعل نفسي طبيعي، فالإنسان يغضب عندما يشعر بالظلم، توسموا خيرا بمجلس الامة، الا انهم صُعقوا من الحل المقترَح (صندوق الأسرة)، واضاف لفئة المقترضين فئة اخرى شعرت بالظلم، وبالتالي غضبت لأن الحل لم يكن على المستوى الصحيح والمناسب لمثل هذه الأزمة.
الله -عز وجل- في كتابه الكريم ذكرها واضحة «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ»، والقصاص بمعناه البسيط هو محاسبة المخطئ وإعادة الحق لأصحابه. وهنا قدمت «المحاسبة» على «إعادة الحقوق»، لأن هذه هي النفس البشرية كما خلقها ربي تريد العدل حتى تكون في توازن.
كل قضايانا على الساحة تفتقد تطبيق مفهوم القصاص، فأصبح المجلس والحكومة يعتمدان حلول اللف والدوران والحلول الوقتية للتغاضي عن صفحة وليس لطيها، وكل ذلك لكون المجلس والحكومة يراعيان مصالح فئة قليلة (قد يكونون هم منهم) مقابل مصلحة الشعب وإحقاق ميزان العدل.
أرجو من أعضاء المجلس والحكومة أن يجيبوا: لماذا لا تحاسبون البنوك والبنك المركزي؟ لماذا لا تحاسبون من أقدم على اعتماد عقد «الداو» والعاملين عليه؟ لماذا لا تحاكمون قتلة استباحوا أرواحا بالشوارع؟ لماذا لا تحاسبون مرتشين ومستغلين لوظائفهم لدى المجلس والحكومة كلما ثبت ضلوعهم في هذه الأمور؟ لماذا لا تضرب الحكومة بيد من حديد وتقوم على تقويم المسار بدلا من السكوت ومماشاة اعوجاجه؟!
نتيجة كل السابق هو غضب وليس سواه، لاحساس الغالبية بالظلم، ولا تحسبي يا حكومة أن أي منحة أو بدلات أو زيادات ممكن أن تحل الأمور. فالإنسان يرضى أن يعيش بالعدل وإن كان رزقه قليلا، ولكنه لا يستطيع العيش بظلم ورزقه كثير، فهذا عين الفساد!
أتمنى أن تكون هذه الرسالة واضحة، لأن عواقب الغضب عادة، وفي الغالب، لا تكون حميدة.
اترك تعليقاً