الديموقراطية نظام أم ممارسة؟
عنوان المقال هو سؤال يتفكر فيه العديد منا، البعض يقول: هي نظام، والبعض الآخر يقول: ممارسة، والبعض الآخر ممكن أن يقول هو اجتماع النظام والممارسة.
قبل أن أبدأ بطرح رأيي، أريد أن أتوقف عند بعض المشاهد التي نشاهدها على الساحة في بلدنا.
هناك تجمعات غير مرخَّصة داخل المناطق السكنية وفي الفترات المسائية، هناك صيحات وأقاويل تدعو إلى التأجيج والتأزيم لأغراض. حقيقة، لا أعرف سببها الصريح، وهناك استباق للحاضر من خلال تأويل لحقائق وظنون ودخول بالنوايا. نتفق بأن كل الذي ذكرته أعلاه يعتبر ممارسة، وهذه الممارسة تطالب بديموقراطية نظام!
فلنتوقف قليلاً هنا، وننتقل إلى النظام، لدينا نظام ديموقراطي مصان ومحفوظ بالدستور ومواده، ويحفظ حقوق المواطنة وينظم العلاقات بين السلطات الثلاث وبين الشعب والسلطات، لكن هل ما نشاهده من نظام في الواقع يعكس ذلك؟ طبيعي لا! هذا لكون الممارسة لهذا النظام مورست بشكل خاطئ ولم تحترم مواد الدستور ولا القوانين المنظمة، والنتيجة كانت انتشار فساد أدى إلى غضب شبابي وثورة.
سؤالي الأخير هنا: إذا كان لدينا نظام دستوري ديموقراطي منظم وأسيء استخدامه بسبب ممارسات خاطئة، فكيف لنا أن نتصور مطلب نظام ديموقراطي ابتدأ بممارسات لا تمثل روح الديموقراطية؟
نتفق بوجود فساد وأخطاء في إدارة الدولة على مدى عقود مضت، ولكن حلها يكون بالتصحيح من خلال المطالبات العقلانية الهادئة، وليس من خلال الغضب، لأن الغضب لا يولد سوى الهدم.
اترك تعليقاً