الغضب والتخطيط

غضب الشباب، سواء الذي نشاهده في الشوارع، او على صورة مقاطعين ومطالبين بإسقاط المجلس، او غيرهم من الذين مازالوا يحتفظون بهذا الغضب في نفوسهم، هو عبارة عن نتائج لاحداث وامور سابقة، حدثت في الماضي، وليس بالضرورة حدوثها قد حصل بسبب استهداف هؤلاء الشباب، ولكن نتائجها المتراكمة، وعلى المدى الطويل، هي التي سببت واضرت بهذا الشباب. مثال على ذلك، الشاب الطموح الذي اهتم بدراسته منذ صغره لتطلعاته بمستقبل افضل له ولبلده، ولعمل انجاز يسجل له ولبلده، وهو بدوره الذي دفعه للحصول على اعلى الدرجات والشهادات الدراسية، ولكن من بعدها يفاجأ بأن ليس له مكان للعمل، وان شهاداته لا تعني شيئاً في مؤسسات الدولة، ولكن في المقابل يشاهد ان من كان معه في سنوات الدراسة، والذي لم يجتهد بربع جهده، احتل منصبا من أفضل المناصب! بسبب محسوبيات وواسطات.
اذن هل نستنكر هذا الغضب؟ هل نستنكر معارضتهم؟ هؤلاء الشباب الغاضبون جمعوا في نفوسهم غضب سوء تخطيط تطور الى عدم تخطيط وانتفائه في البلاد لعدة عقود زمنية، نحن اليوم في وضع حرج جدا وحساس، وعليه وكخطوة اولى يجب ان يحتوى هؤلاء الشباب وفوراً، من خلال اعطائهم الفرصة للعمل والانتاج والانجاز وتعزيز حس المشاركة لديهم، وهذا لن يأتي الا بالآتي:
1- العمل فورا وبجدية على تقليص الفساد للقضاء عليه.
2- الاختيار للوظائف يكون على اساس الكفاءة وليس المحسوبيات والانتماءات.
3- تطبيق قانون التقاعد على المعمرين في الدوائر الحكومية وعدم الزج بهم كمستشارين.
4- فتح ابواب ومجالات جديدة للعمل الشبابي، سواء على الصعيد الحكومي او الخاص.
لكن كل ذلك لن يأتي من دون تخطيط، واعني هنا تخطيط دولة بشكل متكامل، يحتوي على شتى قطاعاتها، والاهم تستوعب طاقات الشباب من خلال التوظيف والتدريب واعادة التأهيل وغيرها من الامور للاستفادة من طاقاتهم، لكون هذه الطاقات ان لم تستغل بشكل ايجابي فسوف تتحول الى عناصر سلبية رؤوس رماحها ستوجه للمجلس والحكومة، وستكون الضحية الكويت.
فما انتم فاعلون يا مجلس، وما انتم فاعلون يا حكومة؟

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد