25 فبراير

يصادف اليوم ذكرى استقلال دولة الكويت، ونحن كما نعلم ان تاريخ الاستقلال هو 6/19، ولكننا اخترنا ان يكون 25 فبراير تقديرا واجلالا للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح. هذا الرجل الذي حمل معه رؤية مستقبلية متحضرة صادقة تجاه الكويت وشعبها، فأمر بالشورى من خلال المجلس والدستور، وامر بالرعاية الصحية والتعليمية والاسكانية، واهتم بالبنية التحتية والتخطيط البشري والاقتصادي حتى تصبح الكويت درة، وقد اصبحت.ذلك الحلم لم يتحقق فرادى، ولكنه تحقق من خلال تعاون الشعب وحاكمه، واتفاقهم على النية الصادقة تجاه الكويت ومستقبلها الذي سيحمل معه مستقبل ابناء الكويتيين واحفادهم. في ذلك الوقت نجحوا وتركوا لنا ارثا جميلا من النهضة والرخاء، ولكن ماذا عملنا به؟ بدأنا نشاهد الخلافات والنعرات والتفرقة لاسباب انتماءات ومصالح شخصية، بدأنا نشاهد ضرب بعضنا بعضا في عقر مجلس الامة، بدأنا نشاهد كسر باب صرح الديموقراطية الكافل لكراماتنا، بدأنا نشاهد اعمال الحرق والشغب تصل إلى مناطق بيوتنا وسكننا! قاعة مجلس الامة التي شهدت عدة خلافات في بدايات عهده، والتي تم احتواؤها بحكمة رجالات الدولة آنذاك، مقدمين مصلحة الكويت وشعبها حينها، اصبحت الآن ساحة للصراع والتهديد والوعيد! قاعة مجلس الامة آنذاك كانت ملاذ النواب والحكومة اذا ما حصل خلاف في وجهات النظر لتتم تسويتها بالحجة والمنطق الهادئ، اصبحت هذه القاعة الآن عاجزة عن احتواء الخلافات حتى بدأنا نشاهد توجه النواب للشارع واقحام افراد الشعب بأسلوب انفعالي في امور فشل النائب في مناقشتها داخل المجلس! هل هذا ما كان يريده الشيخ عبدالله السالم الصباح ورجالات الكويت وقتها للكويت ان تكون عليه الآن؟! أنصحكم بالرجوع إلى محافظ الدستور لتقرأوا طموحات كل فرد عمل في تلك المرحلة، كيف كان يرى الكويت مستقبلا، وماذا كان يحلم ان يحقق عمله مستقبلا.الاحتفال بالعيد الوطني ليس مسيرات واستخدام «الفووم» ووضع الاغاني الوطنية، خصوصا في وقتنا الراهن، وحتى نحتفل مستقبلا في ظروف افضل علينا بالتفكر، نحن الشعب اليوم، بالاسباب التي ادت بنا إلى هذه الحال من التدهور، وما هو دورنا كشعب تجاه الكويت وامنها وحفظ مستقبلها.   في عام 1962 «هم» وضعوا القوانين لنهضة ابنائهم، وفي العقد الاول من الألفية الثانية، بدأنا نحن الابناء نحطم كل قانون وننتهكه، فماذا سنخلف لأبنائنا؟

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد