مبروك

ما شهدته الساحة في الاسبوع المنصرم من أعمال عنف واستخدام ألفاظ بذيئة واستخدام للغة العنف اللغوي من خلال مصطلحات التهديد والتأجيج لإثارة انفعالات شبابية طائشة وإثارة نعرات وفتن نحن بغنى عنها لهو أمر أحزننا وآلمنا كلنا مجتمعين على اختلاف مذاهبنا وانتماءاتنا لكون هذه الممارسات مست بلادنا الكويت وكل ما تمثله لنا من مصدر لكراماتنا وأمننا واستقرارنا. صرح العديد من الغيورين على هذا البلد بضرورة ضبط النفس واني لأؤكد على ما طالبوا به، خصوصا ان استخدام الهدوء والحكمة في هذه المواقف لهو أمر حيوي وحساس لاجتياز المرحلة، ولكني أضيف على مطالبهم ضرورة الوقوف على الأسباب التي أدت لهذه النتائج وهذا التصعيد الذي لم تشهده الكويت من قبل، علينا بالرجوع لفترة 35 سنة منصرمة لتحليل كل ما فيها من قرارات وأفعال وممارسات من قبل الحكومات والمجالس المتعاقبة في تلك الفترة، علينا بأخذ برهة من الوقت لمعرفة أسباب الخلل الذي نشهد نتائجه اليوم. الأسباب قد تكون كثيرة ومتعددة وتتطلب وقتا للتحليل لمعرفة الأسباب، ولكن من الجلي للكل ان هناك مشكلة في تطبيق قانون التجنيس بشكل خاص والقانون بشكل عام. الدليل على عدم تطبيق القانون على مر السنوات السابقة والحالية هو استشراء الفساد في البلاد وفي جميع مؤسساتها الى أن وصل بنا الحال ليصبح ويمسي تطبيق القانون هو الشاذ والمستنكر وكسر القانون وعدم احترامه هو الصحيح المتعارف عليه، وايضا ليصبح الذكي هو من يستطيع أن يلتف حول القانون لكسره وليصبح الأذكى هو من يشرع قوانين فيها ثغرات!الفساد يولد الظلم، والظلم يولد القهر، والقهر يولد الغضب الذي بدأنا نشاهد ممارساته في مناطق عملنا وسكننا للأسف، الجرم واضح في حرق المقر الانتخابي لمحمد الجويهل، والجرم قد يكون واضحا أيضاً في كلمات الجويهل، وكذلك في كلمات المرشح عبيد الوسمي، وبعيداً عن الخوض في الأسباب والمسببات ومن هو المخطئ ومن هو المبتدئ لكوني لست محققة أو نائبة عامة، فاني أرى جليا ثلاثة محاور تدير الأوضاع والسيناريو الذي نعيشه اليوم وهي: الفساد، الظلم والغضب، والسبب لتلك المحاور هو بكل بساطة عدم تطبيق القانون، والأهم عدم استشعارنا بأهمية القانون لتطبيقه، بينما هو سبيلنا للخروج من الذي نحن فيه، لكونه الطريق الوحيد الذي يكفل الحقوق والواجبات بشرط المساواة.لذلك لن نقول مبروك لكل من فاز بكرسي بمجلس الأمة، ولكننا بانتظار ان نقول مبروك للكويت من بعد ان يطبق كل منا القانون لنسير في طريق الاصلاح، فنحن بانتظار الحكومة الجديدة والمجلس الجديد ليس للصراخ والشتم وممارسة العنف والتأجيج ولكن لتطبيق شيء واحد وهو القانون.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد