الإصلاح بيدكم

في ختام إحدى الندوات للمرشح عبدالله الأحمد أكد أن التغيير للأفضل الذي يطمح له الجميع لا يحققه نائب، ولكن يحققه شعب فاعل يستطيع أن يشكل ضغطاً إيجابياً لينتج عنه نتائج إيجابية. حقيقة، استوقفتني هذه الكلمات ليست لكونها جديدة المفهوم أو شكاً في صلاحيتها، فهي من حيث الصحة صحيحة ولا تشوبها شائبة، أما من حيث المفهوم، فهي متعارف عليها ومستخدمة في جميع بلدان العالم الديموقراطية، لكن ما استوقفني كانت تساؤلات عدة، منها ما مدى ادراكنا نحن كشعب لهذه الحقيقة؟ ما مدى ادراكنا ومعرفتنا لكيفية تفعيل هذه الآلية؟ ما مدى ادراكنا لحقوقنا بالمطالبة ومن ثم ادراكنا للمطالبة بحقوقنا؟ ما مدى ادراكنا لحدود هذه الآلية؟ الساحة في الأعوام القليلة الماضية كانت ممتلئة بالأحداث السلبية التي أضرت البلاد أشد الضرر، ولكننا كشعب كان تحركنا بسيطاً الأعوام القليلة الماضية حيث تفشى فيها الفساد والكذب من قبل مسؤولي السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولكن كان تحركنا لا يذكر! نعم كانت هناك تحركات ولكن القضايا واضحة ومحددة. أما القضايا الكبيرة غير واضحة الملامح مثل الفساد والكذب والاختلاسات والسرقات، فلم نحرك بها ساكناً نحن كشعب ولم نطالب بأي إيضاحات أو إصلاحات أو تفعيل حيوي إيجابي يحتوي الأمور، ولكن آثرنا الانتقاد المنغلق وعلى نطاق بسيط، وفي المقابل تركنا الأمور للنواب ليقوموا بالمطالبات من جانبهم نيابة عنا ونسينا دورنا حتى أصبح بعض منهم يستغل هذه المشكلات والخروقات لتكون أدوات لتكسبه المادي غير المشروع من خلال المقايضات مع الحكومة ومن خلال تقديم استجوابات مدسوسة، المقصد منها ليس الإصلاح ولكن للحصول على مكاسب شخصية للنائب، الموضوع برأيي ليس مطالبة شعب بالتفاعل ولكن قبل أن يطالب مرشح أو نائب الشعب بالتفاعل عليه التأكد من إدراك الشعب لكيفية التفاعل وشكله وحدوده، أيضاً عليه أن يتأكد من إدراك الشعب لحقوقه وواجباته، وقبل كل هذا وذاك هل يعي مرشحونا الحاليون أو يدركون كل ما ذكرناه أعلاه؟ إذاً، هي في النهاية حلقة متصلة وتنقطع من كلا الطرفين عند نقطة واحدة وهي عدم الوعي وعدم الإدراك لمفهوم المشاركة الفاعلة الإيجابية لدى المرشح والناخب، فالشعب هو أساس أي بلد ونهضته وتقدمه، فإن ضاع الشعب في عدم وعيه وإدراكه تدهورت البلاد، اما ان تنور الشعب وادرك دوره وفاعليته في بناء بلده، فإن البلاد حتماً ستتطور، ولنا في نهضة الكويت في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات عبرة ومثل

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد