الفاعل والمنفعل

في خضم ما هو حاصل في الساحة المحلية من صراعات وتسيب في صرف اموال الدولة العامة، يجدر بنا التطرق الى انواع البشر عامة والمسؤولين خاصة، فهناك الفئة الفاعلة المطورة والمتطورة، وهي الفئة التي تسعى الى الانتاج الايجابي العام، ويتصف افراد هذه الفئة بالخصال الايجابية التي تساعد على النهضة والنمو، اما الفئة المقابلة لفئة الفاعلين فهي الفئة المنفعلة اي التي تحركها  انفعالات آنية خاصة وشخصانية، غير آبهة بالمنفعة العامة أو النهضة والنمو.كلتا الفئتين متواجدتان في كل المجتمعات، ولكن ميل وترجيح الكفة لاحدى الفئتين يحدد وضع الدولة والمجتمع من حيث الاستقرار والنمو والتطور، واذا ما طغت كفة فئة على الاخرى، فهذا من شأنه ان يدخل الفئة الاخرى في سبات عميق لا حراك فيه حتى تسنح له الفرصة للتحرك مجددا، والفرصة وسنوحها هو ما تحدده الدولة من خلال تحديدها لما تريد، فان ارادت الحكومة النمو والتطور، فانها ستجد من افراد شعبها فئة تعمل لذلك، وان ارادت العكس، فانها ايضا ستجد من افراد شعبها فئة تعمل، لهذا يعتبر دور الحكومة من حيث وضع الخطط الصحيحة والمراقبة والاشراف دورا حيويا وحساسا، ما نراه على الساحة يوميا من اعمال اثارة فتن وقذف وتشهير وتبذير للمال العام من غير هدى، لهو مؤشر واضح لعدم وجود خطة عند الحكومة، وعدم معرفتها لما تريد ان تحقق، عدا عنصر واحد وهو تسيير الاعمال اليومية وفق مقتضيات الظروف الآنية الحالية، غياب تلك العناصر يؤدي كنتيجة طبيعية، الى انتعاش الفئة المنفعلة التي تعمل لهدف مصالحها الخاصة، وغياب الفئة الفاعلة التي تشاهد وتتألم وهي غير قادرة على الحراك لكونها غير مطلوبة.ما اكثر ابناؤك يا بلدي من لهم حب لك، ومن لهم احلام وردية يريدون تحقيقها معك وبأرضهم! ما اكثر ابناؤك يا بلدي الذين يطمحون لجزء من فرصة حتى يقدموا خيرا على أرض واقعك! ما اكثر ابناؤك يا بلدي الذين تؤلمهم مشاهدة استغلالك من خلال الصراعات الشخصانية التي تملأ ساحة ارضك! اعلم يا بلدي اننا نريد ونريد ونريد كل الخير لك ولنا، ولكن هل الحكومة تريد؟!

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد