كل عام وأنتم بخير
يصادف اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، أي يوم عرفة، وتليه ثلاثة أيام عيد الأضحى المبارك «أعاده الله علينا وعليكم كل عام بالخير واليمن والبركة»، وعليه يعتبر اليوم أول أيام إجازة عيد الأضحى، ولكن فعليا الإجازة لدى كثير منا قد ابتدأت مسبقا، أما من يوم الأربعاء أو الخميس الماضيين، كما هي الحال التي اعتدنا عليها عند كل وأي إجازة رسمية، فنحن نلاحظ كيف الازدحام المروري يخف بشكل ملحوظ في الأيام التي تسبق أيام العطل الرسمية، ومقابل ذلك نجد الضغط العالي على حجوزات الطيران إلى دول عربية وأجنبية عدة. تعودنا على ألا نقبل أو نرضى بإجازات قصيرة، ولكننا بدأنا نطالب بإجازات طويلة، ونطالب بأن تكون إجازات رسمية صادرة ومقدمة من ديوان الخدمة المدنية. فهذه الإجازة على سبيل المثال، وتبعا لقانون العمل الكويتي، يفترض أن تكون من يوم السبت «يوم عرفة» إلى يوم الثلاثاء «ثالث أيام العيد»، وعلى أن يكون يوم الأربعاء التالي يوم عمل رسمي، ولكن الإجازات الرسمية قررت أن تشمل يومي الأربعاء والخميس كإجازة رسمية، وبهذا يكون الإجمالي تسعة أيام بدلا من أربعة أيام! وإذا ما أردنا احتساب أيام العمل مقابل أيام الإجازات والعطل لعام 2011، فإننا سنجد الآتي: أيام الإجازات الرسمية لعام 2011 تقارب 126 يوما، تضاف إليها 45 يوما إجازة رسمية سنوية يتمتع بها الموظف الحكومي ليصبح بذلك الناتج 171 يوما إجازة، أي ما يعادل %46 من إجمالي أيام السنة هي أيام عطل وإجازات رسمية مقابل %54 أيام عمل رسمية! وإذا ما أردنا رؤية أثر هذه النسبة على الأعمال المقدمة، فإننا من الطبيعي لن نستنكر تأخر الأعمال لدى الإدارات الحكومية المختلفة، واستغراقها أوقاتا طويلة لإنهاء معاملات روتينية بسيطة. هذه النسبة أيضا، وبمعنى آخر، ممكن أن تشير إلى أن نسبة إنجاز الأعمال لدينا تعادل نسبة أيام العمل، لكون الإدارات الحكومية مشلولة في فترة الإجازات الرسمية، وهذا الأثر قيس على افتراض أن جميع العناصر الأخرى المحفزة والمؤدية للإنجاز والإنتاج متوافرة.أين نحن من الإنجاز والتطوير وتحقيق خطة التنمية إن كان الموظف يتمتع بعطل وإجازات تقارب %46 من إجمالي أيام السنة؟ كيف غفلت خطة التنمية عن إصلاح هذا الجانب الحيوي، لتتمكن فعليا من الإنجاز والتحقق، خصوصا أن هؤلاء الموظفين هم أنفسهم من يطالب بزيادات للرواتب والبدلات والكوادر، أم ارتأت هذه الخطة تقديم تنمية تقوم على موارد بشرية مستوردة مقابل الأموال المرصودة لها؟ أخيرا، أدرك أن العمل عبادة، ويؤجر عليه عامله من الله سبحانه إن أتقنه صاحبه، وبذل فيه الأمانة والإخلاص، وبذل سبل التيسير للغير، فأين نحن من هذا كله؟
اترك تعليقاً