إدارة أزمات
أزمة المقاعد الجامعية وعدم توافرها لقبول طلبة مستوفين شروط القبول ومحاولات إيجاد حلول فورية لتعدي الأزمة هي إحدى الأزمات التي اعتدنا عليها في الكويت واعتدنا على طرق حلها الفورية والمستعجلة لتخطي أمر وقتي. للأسف هناك الكثير من الأمور التي تشكل أزمة لدينا، وهي في باطنها سهلة ويسيرة الإدارة إذا ما كان هناك تخطيط يهدف إلى تحقيق أهداف مستقبلية مدروسة محددة بالغاية والقيمة.أزمة الجامعة حالها حال أزمة توافر الأسرة في المستشفيات والازدحام المروري وتوافر المساكن والأراضي وغيرها من الأزمات. ففشل الدولة في تحديد الاحتياجات المستقبلية والتخطيط العلمي لها، الذي يعتمد على الاحصائيات والدراسات العلمية، هو ما أدى بنا إلى الوصول إلى هذه الحال، فالمشكلة قد لا تكون بالضرورة توافر الميزانية من عدمه، ولكنها قد تكون في الوقت وضيقه إن لم تكن هناك رؤية مستقبلية.أضيف إلى ذلك القرارات العشوائية والمستعجلة التي لا تعتمد على دراسات ممكن لها أن تسحب الدولة وتدخلها في أزمات مستقبلية هي في غنى عنها مثل صرف البدلات والكوادر، وليس القصد هنا منع البدلات والكوادر عن مستحقيها، ولكن القصد هو أن تصرف على أسس مدروسة تضمن تدفقها واستمرارها في المستقبل.أزمتنا أزمة افتقاد خطة والاعتماد على أساليب إدارة الأزمات لتسيير أمور الدولة، وهذا الأسلوب عادة ما يتبع لفترات وجيزة لتخطي ظروف قاهرة، ولكن للأسف لدينا أصبح نهجا وعادة اعتدنا عليها. مقابل هذا نحن نمتلك جميع الإمكانات للتخطيط، فلدينا شباب واع وطموح، ولدينا عقول شابة متقدة، ولدينا رجال أصحاب خبرات حياة وحكمة، ولدينا السعة والإمكانات المالية، ولكننا نفتقد النية الخالصة لبناء بلد مستقبلي.
اترك تعليقاً