الدِّين معاملة

هناك الكثير من الجاليات العربية الإسلامية منتشرة في الدول الأوروبية، وعادة ما يدخل أفراد هذه الجالية بصفة اللجوء السياسي، وهذا اللجوء السياسي تنص عليه وتنسقه قوانين دولية وقوانين حقوق الإنسان، ولكن تبقى لهذا اللجوء تكلفة مادية، وهي عادة ما تدفع وتغطى من ضرائب الدخل المحصلة من الشعب نفسه. هذا الأمر عادة ما يثير حساسية بعض أفراد الشعب وغضبه، خصوصاً إذا ما قام بعض أفراد الجاليات بالعمل لتكسب عيشهم، أو لعدم احترامهم نظم البلاد وقوانينها، أو لإثارتهم المشكلات.ديننا الإسلامي أوصى بحسن المعاملة وحسن الخلق وأمرنا بالعمل والإنتاج، وحثنا على التعايش مع الغير، من خلال أطر الاحترام ونظمه. الجالية اليهودية في الدول الأوروبية، وهي منتشرة جداً هناك، قد لا يشعر بها أو لا يتم تمييزها بالعين المجردة، وذلك لحسن تعايشهم مع الشعوب الأخرى، ولكن حدودهم الدينية وثقافتهم جداً محترمة وواضحة ومحددة لديهم، فلديهم مدارسهم الخاصة، ودور عبادتهم الخاصة، ويمارسون طقوسهم الدينية والثقافية بين بعضهم. الجاليات العربية الإسلامية تعاني هناك إذا ما احتوى الأمر أو الموضوع على شق ديني، مثل فتح مدارس أو مساجد أو حتى الحجاب، وهذا لعدم فصلنا بين ما يخصنا ويهمنا وما يخص المجتمع الذي نحن فيه وما يهمه، وعند هذه النقطة فقط يستطيع الفرد أن يحترم الغير، وأن يطالب باحترامه من خلال تصرفاته. روت لي إحدى الصديقات البلجيكيات أن عمر الجالية اليهودية في بلجيكا يقارب مائة وخمسين عاماً، ونسبة عددهم لا تتعدى %3 من التعداد السكاني لبلجيكا، وهم يتمتعون بكامل حقوقهم، بينما تشكل إحدى الجاليات العربية هناك نسبة %7.5 إلى %10 من التعداد السكاني البلجيكي، وعمر وجودهم هناك لا يتعدى العشرين عاماً، ونسبة الجرائم المتصلة بهم %10 من إجمالي العدد السنوي

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد