شمعة أبت أن تنطفئ

“في يوم من الأيام ومن قبل خمس سنوات خطيت حلمي «مشروع المثلث الذهبي» على ورقة كلينكس.. اليوم أنا في اميركا أناقشه”. كانت هذه كلمات الشاب ناصر البرغش صاحب فكرة مشروع المثلث الذهبي. فكرة تولدت في ذهنه قبل اعوام، اراد بها نهضة الكويت ومصلحة شعبها من خلال اعادة تأهيل منطقة جليب الشيوخ لتكون معلما جميلاً عوضا عن كونها وكرا لكل ما هو غير قانوني وشرعي.حاله كحال اي شاب صاحب حلم بالكويت، عانى الامرين من سلبية واستخفاف بفكرته، بيد ان ايمانه بها ودعم المخلصين له من شعب الكويت وبعض نواب مجلس الامة والمجلس البلدي ساهما في صموده ليستمر في سعيه وراء تحقيق حلمه. احلام الشباب تعتبر مصدر التطور والارتقاء لاي مجتمع ودولة، ففي مذكرات جرّاح الاعصاب الاميركي الشهير بن كارسون «الايادي الذهبية»، ذكر معاناته الصعبة في فترة صغيرة، حيث تلقى لشتى انواع النقد والاحباطات، من قبل محيطه المدرسي والمجتمعي الضيق، عندما كان يعبر عن احلامه وطموحاته، بيد ان دعم والدته له التي كانت ذات تعليم بسيط جدا، من خلال ترديدها الدائم له «اني لعلى يقين بأنك ستكون ذا شأن كبير في المستقبل ولا يعنيني ما يقوله الغير عنك»، والذي كان كفيلاً لاستمراره (بن) في احلامه لتأتي بعدها المؤسسات من خلال نظام الدولة وقوانينها لتحتضن بفاعلية هذا الشاب الحالم ليكون في عام 2004، على رأس الجرّاحين الذين اختيروا من مختلف دول العالم للقيام بعملية فصل توأمين متلاصقين بالرأس، وهي الاولى من نوعها وقتها. المؤسسات نفسها التي احتضنت بن سعت وراء ناصر بهدف ان تحتضن افكاره ومواهبه ليستفيدوا منها، وهي الحقيقة التي آلمته وآلمت كل من ادرك هذه المفارقة المُرة.الكثيرون هم امثال ناصر، وهم محبطون بسبب عدم احتضان مواهبهم وافكارهم واعمالهم بشكل ايجابي فاعل، محبطون بسبب الفساد والمحسوبية، محبطون لعدم ادراكنا لاهمية الاحلام الشبابية التي تعتبر تحدياً لهم في تطبيقها وانزالها الى ارض الواقع، هؤلاء الشباب بحاجة الى دعم الدولة بمؤسساتها ومسؤوليها، بحاجة الى قوانين مطبقة تحميهم وتحمي افكارهم ولتخلق لهم بيئة عمل صحيحة تساعد على نموهم، لا على قتل طموحهم، بالمختصر هم بحاجة الى ان يكونوا أولوية.نجاح ناصر نجاح لنا، وتحقيق مشروعه امل لغيره وعبرة لكل من قاوم التطور، واصراره على حلمه لتحقيقه عبارة عن شمعة أبت أن تنطفئ لتضيء دربه ودروبنا.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد