“بابا.. مين يقول أنا كويتي؟ أنا فقير مسكين”!
إخواننا المقيمون في الكويت حددوا قالباً وصورة نمطية للكويتي، فهم يرون الكويتي دائماً وفير المال وقادراً على الدفع لأي قيمة تعرض عليه، وعلى ذلك تحق لهم زيادة الأسعار كيفما يقررون من خلال تحديدهم للمستوى المالي للكويتي المشتري، ولهم في ذلك أساليب ومنهجيات وتصانيف. حكى لي صديق، ذات يوم، حكاية طريفة حدثت له بأحد الكراجات، عندما ادخل سيارته لتصليح عطل طارئ بها، وكان وقتها غير مرتد لــ «الغترة والعقال». عند الدفع، أخبره العامل أن قيمة التصليح ثمانية دنانير، فاستغرب الصديق غلاء السعر ليرد عليه اخونا العامل المقيم: «بابا أنت كويتي! ويقول ثمانية دينار واجد؟!»، بكل عفوية وذكاء اجابه الصديق: «بابا من يقول أنا كويتي! أنا فقير مسكين»، عندها تحولت قيمة التصليح من ثمانية دنانير الى ثلاثة دنانير فقط!اني لعلى ثقة بأن الكثير منا قد تعرض لمواقف مشابهة ومماثلة، التي يتم فيها تمييز الأسعار بفارق كبير بين الكويتي والمقيم. هذا السلوك يعتبر نوعاً من أنواع الاستغلال السيئ والمؤذي، وللأسف، وزارة التجارة وحماية المستهلك مدركة لهذه الظاهرة، لكن من دون أي تحريك لساكن، علماً بأن مراقبة الأسعار والجودة هي احدى أهم مهام وزارة التجارة من خلال ادارة حماية المستهلك. قد لا يلام المقيمون لقيام بعضهم بهذه الممارسات، وذلك نظراً الى غياب النظام العام المنظم للعلاقات التجارية بشكل خاص والعلاقات الأخرى بشكل عام، فالمقيم في أي دولة كانت يقع ضمن منظومة تنسيقية متكاملة القوانين والأطراف تحدد حقوقه وواجباته وحقوق وواجبات المواطنين من جانب وتحميه وتحمي المواطن من جانب آخر في ظل ومن خلال حق الدولة. ولكن في ظل سوق تغيب عنه القوانين والرقابة ويسود عليه نمط الاحتكار بكل أدواته وسلوكياته ونتائجه السلبية يكون المواطن المستهلك فيه هو المتضرر الأول والأخير.. هذا المواطن بدوره يقوم بصب همومه على الدولة من خلال مطالباته بالكادرات والزيادات واسقاط القروض، التي يستغلها بعض النواب لتكون أدوات ضغط على الحكومة لتكسباتهم الخاصة من دون تفعيل لأي حلول جذرية فاعلة، مقابل ذلك نجد أن مجموع الأموال المحولة من قبل المقيمين في الكويت الى الخارج لعام 2010 تعادل 1.1مليار دولار وتكلفة الزيادات المقررة اخيراً من قبل مجلس الأمة تعادل 4 مليارات دينار سنويا!المواطن مسكين و«يكسر الخاطر» فإن نظر الى المسؤولين فيجد المناقصات المشبوهة والفضائح المالية وبعثرة المال العام، وان نظر الى حالته المعيشية فيجد استغلالا وتمييزا يمارسان ضده! صديقنا نجح في التجربة من خلال تنصل وقتي لجنسيته ليدحض بذلك معتقد بعض المقيمين، الذي يقول: «أنا كويتي أنا، أنا فلوس بالهبل وجيوبي مهية!» وليعكس حقيقة واقعنا الذي يقول: “بابا أنا كويتي.. أنا فقير مسكين!”
اترك تعليقاً