“الشعب يريد إسقاط مس سوزان”
في مبادرة جميلة وعفوية تملأها براءة أطفال، تجمهر عدد من طلاب المرحلة المتوسطة هاتفين «الشعب يريد إسقاط مس سوزان»، وذلك كاحتجاج منهم على سلوك إحدى المدرسات معهم، على مدى سنة دراسية، والطلبة في حال من التذمر والاستياء من إحدى المدرسات حتى وصل هذا الاستياء إلى حدود صعوبة التواصل الإيجابي بينهم، الذي قد يؤثر في الرسالة التعليمية. كان التذمر مشتركا بين عدة فصول، وكان جوهر التذمر موحدا بينهم. وعليه قرر الطلبة أخذ موقف «يشجب ويندد» هذه الحال ويطالب «بالوقف الفوري» لها. آثروا ألايلجأوا إلى «الواسطة» من خلال آبائهم، بل ان يحتجوا من خلال «قوة الشعب الطلابي»، ومن خلال قوة مطالباتهم وإدراكهم لمشروعيتهم في إيصال صوتهم إلى «المعنيين والمسؤولين» في المدرسة، للنظر بأمر مطالبهم المتمثلة بسرعة وضرورة إصلاح سلوك المُدرسة. رد فعل الإدارة المدرسية كان إيجابيا ومشرفا، ويعكس «ديموقراطية الإدارة» من خلال النظر في القضية و«تقصي الحقائق» على مبدأ «الشفافية». فتم التعامل مع الموضوع باحترافية تتمناها اكبر الدول من خلال «الموضوعية»، و«المكاشفة»، و«احقاق الحقوق»، كذلك كان رد فعل المُدرسة لا يقل احترافية وإيجابية عن رد فعل الإدارة، حيث تقبلت الأمر وعملت على تحسين «قنوات التواصل» بينها وبين الطلبة. عندها هدأ الاحتجاج من بعد ما نال «الشعب الطلابي»المبتغى.تصرف الطلبة كان عفويا وسجيا، ويعكس الفطرة الانسانية التي فطرنا الله سبحانه وتعالى عليها، والتي تميل الى السواء والاتزان، ورجوعا الى «قانون ليوين للتغيير»، فإننا سنجد أن هذا الحدث ببراءته عكس فهم و”ادراك Realization “الطلبة لشعورهم، وحقوقهم وشرعية التعبير عنها والمطالبة بها، وهذا الفهم بدوره أدى الى مطلب “التغيير – Change “الذي أدى الى “سلوك – Behavoir” معين، يعينهم على التعبير عن عدم ارتياحهم ويطالب بتغييره.نحن في الكويت تعدى حالنا مستوى “عدم الارتياح – Discomfort” ووصلنا الى حال “التعطل – Dysfunction” والتغيير لم يُشهد الى حينه! ما الذي يعيق حدوث التغيير؟ كيف استطاع هؤلاء الطلبة، الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثة عشر عاما والمتأثرين بما هو حاصل على الساحة السياسية العربية، أن يدركوا المعادلة ليتحركوا؟ هل هذا يبشر بوجود جيل كويتي جديد «مدرك»، يدرك ضرورة التغيير الفاعل وكيفيته لاحداث الاصلاح الذي يرتكز على أساس اجتماع النوايا؟ أم أنهم ادركوا أهمية الجماعة والمصلحة المشتركة؟
اترك تعليقاً