جرح بدرجة نزيف(2/2)
ذكرنا في مقالنا السابق ان الشعب هو مصدر القوة والمطالبات، وعلى ذلك عليه التحرك الفاعل لضمان استقرار بلاده اذا ما حصل امر يهدد هذا الاستقرار.. برأيي ما نحتاجه الآن لعلاج امرنا عنصران اثنان يشكلان القاعدة التي يبنى عليها بناء تصحيح المسار. الأول عقد النية مجتمعين وليس منفردين على التصحيح بشكل يجعل من هذه النية المحرك المنظم لتحركاتنا وقراراتنا وتكون الأداة التي تلغي وتنهي الأجندات الخاصة والخفية المنتشرة حاليا عند بعض المسؤولين. هذه النية هي التي تحدد الرؤية والأهداف المستقبلية للتصحيح، وكيف يكون شكلها وبأي وسيلة ستطبق. وأؤكد على كلمة «مجتمعين» لكون قوة التغيير والاثر الأعظم ينتج عن الجماعة ليس الفرد. فكم من كتاب كتبوا ومقالات نشرت تطالب بالتصحيح، ولكن من دون تأثير نتيجة لعدم تضافر الجهود والاشتراك بالنية تجاه التصحيح. العنصر الثاني هو استخدام الشفافية في التعامل والتخاطب، فلا يكون هناك مجال لكلام مبتور أو مغلوط أو مبطن بسبب نوايا خفية، فالشفافية بمعناها البسيط تعني الطرح المتكامل الواضح الصريح والصادق لاستخلاص الهدف والفكرة للاستفادة الايجابية العائدة على الكل وليس الجزء. اغلبنا يدرك تواجد ممارسات بين بعض المسؤولين لا تمت الى الشفافية بأي صلة، وأغلبنا عانى من تعطل معاملات قانونية بسبب ذلك، واغلبنا يدرك ما النا اليه من حال متدهور بسبب انتهاز فرص لمصالح شخصية تنمو وتزدهر في جو يخلو من الشفافية. فعدم وجود شفافية بالتعامل ممكن ان يدخلنا في متاهات وتراشقات كلامية (بسبب الكلام المبتور والمبطن) عادة ما ينتهي بالموت البطيء للقضايا، ومن دون أي حلول، ويستمر حالنا «مكانك راوح». حتى نستطيع ان نضع اصبعنا على جرحنا النازف لمعالجته علينا أولا الإقرار بوجوده ثم تحديده (وليس مهما بهذه المرحلة تحديد السبب والمتسبب ولكن يكفينا تحديد موضع الجرح)، ثم الضغط عليه لوقف النزف وبالأخير ومن بعد السيطرة على النزف يتم تحديد خطة العلاج سواء كانت بالكي أو الخياطة الخ.. وبهذه المرحلة الاخيرة يكون الوقوف على الأسباب والمتسببين مطلبا اساسيا لضمان فاعلية الخطة واستمرارها بنجاح لتحقيق المبتغى.
اترك تعليقاً