جرح بدرجة نزيف!
على مدى السنوات الخمس المنصرمة استقالت حكومة الكويت وتشكّلت سبع مرات، اي بمعدل حكومة جديدة كل سبعة أشهر! هذا المسلسل المتتابع لاستقالات وتشكيل الحكومة يثير التساؤل: اين يكمن الخلل؟ هل هو في الحكومة ام في المجلس ام في الفرد ام في الآلية المستخدمة والمتبعة لمعالجة الامور وتصويب الخلل؟ على الرغم من تعاقب الحكومات فإن الخلل ما زال «مكانك راوح» بسبب ان كل حكومة جديدة تأتي تحمل وزر واثقال وسلبيات الحكومة المستقيلة وتستمر على المسار السابق نفسه من دون محاولة لانتهاج نهج لتصحيح المسار، فالحكومة الجديدة لا تعمل على اسس وضع الاصبع على مصدر نزف الجرح لمعالجته، لكنها عوضا عن ذلك تترك الجرح ينزف، مكتفية بالاعلان عن وجود «جرح بدرجة نزيف»! العجيب في الامر اننا كشعب ما زلنا بانتظار الحكومة والمجلس ان يعملا متناسيين دورنا بأننا مصدر القوة والمطالبات. الشعوب تختلف في اوطانها وثقافاتها المرجعية، لكنها تتفق على مبدأ انها مصدر القوة والتغيير، فأزمة فشل تشكيل الحكومة في بلجيكا التي فاقت المائتين وخمسين يوماً بسبب نزاعات وعدم اتفاق سياسي. بدأت سلبياتها تظهر في الافق، مهددة بحصول كارثة اقتصادية قريبة المدى ان لم يتم التحرك السريع لتشكيل حكومة فاعلة لتسيير مصالح البلاد، وهذا ما دفع الشعب البلجيكي الى التحرك القوي والمنظم، بعد فشل مناشدات بسرعة تشكيل الحكومة، وتفعيله لادوات ضغط مختلفة، منها مبادرة اطلاق الرجال للحى والشوارب ومبادرة السيناتورة مارلين تيمرمان بمطالبة الازواج للاضراب عن ممارسة الجنس حتى يتم تشكيل حكومة تحمي مصالح الشعب ومستقبل ابنائه. كان هذا موقف الشعب البلجيكي «هناك» الذي ينم عن وعي وادراك لحقه بالمطالبة بدولة مستقرة ترعاه ويرعاها، ويبقى السؤال “هنا”:ما موقفنا، وما الذي قمنا به نحن كشعب لاعلان مطالباتنا بضرورة وقف نزف جرح حكوماتنا المتعاقب؟! (يتبع)
اترك تعليقاً