الكويت تحتفل بساعة الأرض

احتفل العالم يوم السبت الماضي بساعة الأرض، وهي عبارة عن ساعة في يوم السبت الأخير من شهر مارس من كل عام، يقوم فيه المشاركون بقطع الكهرباء والامتناع عن استخدامها لمدة ساعة كاملة كمناشدة ومبادرة معلنة بضرورة المحافظة على مصادر الأرض الطبيعية. نحن في الكويت كان احتفالنا فريداً من نوعه، حيث كان السبت الأخير من مارس يصادف اليوم التالي للعاصفة الترابية التي اجتاحت البلاد يوم الجمعة الماضي، وهي الأولى من نوعها التي نشهدها وقد لا تكون الأخيرة نظراً لكونها إحدى النتائج المتوقعة لظاهرة الاحتباس الحراري الذي تتعرض له الأرض. رأينا في ذلك السبت كيف كان مستخدمو المنازل (الخدم) يستخدمون أنابيب المياه (الهوز) لملاحقة الأتربة على الأرصفة وكأن هناك اتفاقا بينهم على اتباع المنهجية نفسها في مكافحة تلك الأتربة من خلال استبدال المكانس بهوز المياه، فتحولت شوارعنا في صبيحة ذاك اليوم إلى بحيرات من المياه الداكنة التي كانت تصبّ في فتحات المجاري مهددة بانسدادات مستقبلية في الجاري، ومتسببة في تقرحات تعاني منها شوارعنا نتيجة لحدة نزف المياه المستخدمة لتنظيف أرصفة، فعلاً أدهشني وآلمني ما رأيت في ذلك اليوم من هدر عظيم على يد من لا يبالي، فكان هناك من يمسك بالهوز بيد واليد الأخرى تحمل الهاتف النقال على أذنه والمياه تهدر، والآخر مندمج بـ«سالفته» مع خدم الجيران والمياه أيضاً مازالت تهدر!هذا الهدر للمياه عواقبه جسيمة في المستقبل القريب، حيث تعتبر الكويت من الدول المهددة بشح المياه المستقبلي الذي سوف تتعرض له المنطقة، وما هو مؤلم أكثر من هذا التصرف هو اللامبالاة أو قد يكون الجهل المنتشر تجاه هذه القضية في الدول الأخرى والمهددة بشح المياه المستقبلي وضعت منهجية وآليات متعددة من الآن لمواجهتها، وتم تقديم هذه القضية لأطفالهم في مناهجهم الدراسية حتى يكون هناك وعي وإدراك بين الأفراد والأجيال المتعاقبة بخطورة هذه المشكلة.المياه هي حياة ومستقبل أجيالنا، وعلينا أن نعي وندرك ذلك، وأن نبدأ بمراقبة استهلاكنا لكمية المياه ومراقبة العاملين لدينا في كيفية استخدامهم للمياه. وإني لأخشى أن يأتينا يوم نتمنى فيه قطرات ولو بسيطة من هذه المياه التي نهدرها يومياً دون مبالاة.

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


عالية الخالد