شكراً.. “بيادر السلام”
مبادرة جمعية بيادر السلام في تكريم 62 امرأة كويتية رائدة في مسيرة الكويت على مضي 50 عاما على الاستقلال، التي حدثت بتاريخ 2011/3/8 كان لها الوقع والأثر القوي والفاعل في نفوس المكرمات والحضور. بصمات تلك النساء كانت ومازالت واضحة وبارزة في طيات وثنايا تاريخ الكويت.. وبصمات في مختلف المجالات سعت بكل حب وتفان لبناء دولة وتعزيزها من خلال عطاء كبير نتج عنه بناء يفتخر به الآن ومستقبلا. في تلك اللحظات استشعرت المكرمات أحاسيس التقدير والعرفان تجاه أعمالهن المبذولة على مضي سنوات عدة تطلبت منهن بذل الجهد.
ان اعظم ما يتمناه الفرد المعطاء والمنتج هو التقدير بكل أشكاله وانواعه، لكن يبقى التقدير المعنوي هو اعظم ما يلمس ويحرك وجدان النفس البشرية المنتجة ويدفعها إلى الرضا والتحرك للامام والتطور وتقديم المزيد، والاهم تعزيز عنصر التحدي الذاتي الذي بدوره يحقق التطور لمستويات اعلى في نوعية الانتاج. كذلك جمع الحفل فئات عمرية صغيرة من الفتيات اللاتي استشعرن ولمسن ماذا يمكن وكيف يمكن ان يكون التقدير والعرفان، وما إحساسه، هذا الأمر هو دافع وحافز كبيرين يدفع بجيل جديد صاعد للتحرك نحو اتجاه صحيح للعمل وبناء دولة ومجتمع من خلال طموحاتهم وخيالاتهم الصغيرة. إن العبرة المستفادة والمقدمة لهؤلاء الفتيات لهي كبيرة من منظور الشكر وتقدير الجهود واستشعار أهمية الطاقات البشرية في البناء. فمن خلال هذا التكريم الجميل استطاعت جمعية بيادر السلام أن تشكر جيلا قدّم واعطى أعمالا جليلة وأن تحفّز وتشجّع جيلا جديدا صاعدا متطلعا إلى العمل والإنجاز وإثبات الذات.
أدعو وأتمنى أن تنتهج الحكومة نهج هذه المبادرات التقديرية والتشجيعية، خاصة أن الحكومة الآن تسير على نهج التنمية ووضعت خططا مختلفة لها ورصدت لها المبالغ لإنجازها، فكيف لها أن تسير بهذا النهج من دون تنمية بشرية من خلال التدريب والتطوير والأهم تقدير الطاقات البارزة وتشجيع الأخرى؟! إن اللبنة الأولى في بناء أي مؤسسة او تطويرها تكون من خلال رعاية الطاقات البشرية، فتقديرنا لاعمال السابقين واعترافنا بأعمالهم من خلال الشكر الواضح والصريح الذي يكون بمستوى اعمالهم، له الاثر القوي في احتواء تلك الطاقات وتحفيز وبناء طاقات جديدة تعتمد بأعمالها على الجودة والإخلاص.
مناشدات سمو الامير صباح الاحمد الصباح ـ حفظه الله ـ لمحاربة ومقاومة الفساد تكمن فيها رؤية نحو خلق بيئة تنموية رائعة سليمة تساعد على الإنجاز والمناقصة الشريفة، التي يكون معيارها جودة الاداء والمنتج النهائي التي تضمن استمرار وازدهار التنمية تحت مبدأ تكافؤ الفرص.
شعرت بالفخر جدا وانا أرى رائدات الكويت في شتى مجالاتهن مكرمات تقديرا لأعمالهن، وفخرت كذلك بأن تكون لدينا جهة تقدر الطاقات البشرية وترعاها من خلال التفاتة جميلة آثرت ان تكون وسيلتها للتعبير عن احتفالية الكويت في عيدها الخمسين من خلال حفل راق، احتوى على لمسات انسانية يحمل في طياته رسالة جميلة تهدف لمصلحة دولة وشعب، لا للمصلحة فردية.
شكرا لجمعية بيادر السلام على هذه المبادرة البسيطة التي استطاعت أن تخترق نفوس المكرّمات.
اترك تعليقاً